کد مطلب:109919 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

خطبه 201-در باب حدیثهای مجعول











ومن كلام له علیه السلام

وقد سأله سائل عن أحادیث البدع، وعما فی أیدی الناس من اختلاف الخبر. فقال علیه السلام:

إنَّ فِی أَیْدِی النَّاسِ حَقّاً وَبَاطِلاً، وَصِدْقاً وَكَذِباً، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً، وَعَامّاً وَخَاصّاً، وَ مُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً، وَحِفْظاً وَوَهْماً، وَلَقَدْ كُذِبَ عَلَی رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- عَلَی عَهْدِهِ، حَتَّی قَامَ خَطِیباً، فَقَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». وَإِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِیثِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ لَیْسَ لَهُمْ خَامِسٌ:

المنافقون

رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِیمَانِ، مُتَصَنِّعٌ بِالْإِسْلاَمِ، لاَیَتَأَثَّمُ وَلاَ یَتَحَرَّجُ، یَكْذِبُ عَلَی رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مُتَعَمِّداً، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ لَمْ یَقْبَلُوا مِنْهُ، وَلَمْ یُصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- رَآهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَلَقِفَ عَنْهُ، فَیَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللهُ عَنِ الْمُنَاقفِقِینَ بِمَا أَخْبَرَكَ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ لَكَ، ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ، فَتَقرَّبُوا إِلَی أَئِمَّةِ الضَّلاَلَةِ، وَالدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ، فَوَلَّوهُمُ الْأَعْمَالَ، وَجَعَلُوهُمْ حُكَّامً عَلَی رِقَابِ النَّاسِ، فَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْیَا، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْیَا، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ، فَهذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ.

الخاطئون

وَرَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ شَیْئاً لَمْ یَحْفَظْهُ عَلَی وَجْهِهِ، فَوَهِمَ فِیهِ، وَلَمْ یَتَعَمَّدْ كَذِباً، فَهُوَ فِی یَدَیْهِ، یَرْوِیهِ وَیَعْمَلُ بِهِ، وَیَقُولُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم-، فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِیهِ لَمْ یَقْبَلُوهُ مِنْهُ، وَلَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ كَذلِكَ لَرَفَضَهُ!

أهل الشبهة

وَرَجُلٌ ثَالِثٌ، سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- شَیْئاً یَأْمُرُ بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ نَهَی عَنْهُ وَهُوَ لاَ یَعْلَمُ، أَوْ سَمِعَهُ یَنْهَیُ عَنْ شَیْءٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَهُوَ لایَعْلَمُ، فَحَفِظَ المَنسُوخَ، وَلَمْ یَحْفَظِ النَّاسِخَ، فَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ، وَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ إذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ.

الصادقون الحافظون

وَآخَرُ رَابِعٌ، لَمْ یَكْذِبْ عَلَی اللهِ، وَلاَ عَلَی رَسُولِهِ، مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ، خَوْفاً للهِ، وَتَعْظیِماً لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- وَلَمْ یَهِمْ، بَلْ حَفظَ مَا سَمِعَ عَلَی وَجْهِهِ، فَجَاءَ بِهِ عَلَی مَا سَمِعَهُ، لَمْ یَزِدْ فِیهِ وَلَمْ یَنْقُصْ مِنْهُ، وَحَفِظَ النَّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ، وَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ فَجَنَّبَ عَنْهُ، وَعَرَفَ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ، وَمُحْكَمَ والمُتَشَابِهَ فَوَضَعَ كُلَّ شَیْءٍ مَوْضِعَهُ. وَقَدْ كَانَ یَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم الْكَلاَمُ لَهُ وَجْهَانِ: فَكَلاَمٌ خَاصٌّ، وَكَلاَمٌ عَامٌّ، فَیَسْمَعُهُ مَنْ لاَ یَعْرِفُ مَا عَنَی اللهُ بِهِ، وَلاَ مَا عَنَی بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- فَیَحْمِلُهُ السَّامِعُ، وَیُوَجِّهُهُ عَلَی غَیْرِ مَعْرِفَةٍ بِمَعْنَاهُ، وَمَا قُصِدَ بِهِ، وَمَا خَرَجَ مِنْ أَجْلِهِ، وَلَیْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهٌ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مَنْ كَانَ یَسْأَلُهُ وَیَسْتَفْهِمُهُ، حَتَّی إِنْ كَانُوا لَیُحِبُّونَ أَنْ یَجِیءَ الْأَعْرَابِیُّ أَوْ الطَّارِیءُ، فَیَسَأَلَهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ حَتَّی یَسْمَعُوا، وَكَانَ لاَ یَمُرُّ بِی مِنْ ذَلِكَ شَیْءٌ إِلاَّ سَأَلْتُ عَنْهُ وَحَفِظْتُهُ. فَهذِهِ وَجُوهُ مَا عَلَیْهِ النَّاسُ فِی اخْتِلاَفِهِمْ، وَعِلَلِهِمْ فِی رِوَایَاتِهِمْ.